ندوة حوارية عن المؤسسات التعليمية وتحديات التربية على المواطنة في جامعة العلوم والآداب اللبنانية
- Posted by USAL
- Date يناير 26, 2016

نظمت جامعة العلوم والآداب اللبنانية، ندوة حوارية بعنوان: “المؤسسات التعليمية وتحديات التربية على المواطنة في إطار التنوع الثقافي” في مبنى الجامعة على طريق المطار. شارك فيها مدير المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية الدكتور طلال عتريسي، وكبير مستشاري برنامج اليونيسكو للحوار بين الثقافات الدكتور سليم الصايغ، وعميد كلية التربية في جامعة العلوم والآداب اللبنانية الدكتور وليد حمود، وحضرها عدد كبير من الأكاديميين والمعلّمين ورؤساء جمعيات ومسؤولي مؤسسات تعليمية.
د. حمود
بداية، تحدث الدكتور وليد حمود عن “أهمية إعادة إثارة موضوع المواطنة في ظل التشظي والصراعات المتعددة الأوجه والمحتدمة في المنطقة”، وقال: “لا يمكننا أن نغفل الدور الذي يمكن أن تضطلع فيه المواطنة في بناء التماسك الاجتماعي، وتعزيز حيوية المجتمع المدني التعددي، وبناء السلم الأهلي”.
وأضاف: “لم يعد اليوم التفتيش عن نموذج تعليمي للتربية على المواطنة مجرد قيمة مضافة بل أصبح حاجة للاستمرار في الحياة، في ظل ما نشهده اليوم من صراعات ونزاعات يدفع ثمنها متنورون أو مختلفون”.
ولفت إلى أنّ: “التعددية الثقافية والدينية اليوم هي جزء من الهوية الوطنية والثقافية العامة المشتركة، بحيث تشكل المواطنة المجال الحيوي لتجلي هذه الهوية، وللالتزام في الحياة الاجتماعية العامة”.
وقال: “إنّ المواطنة المنسجمة مع التعددية هي عملية تربوية مقصودة تتميّز بالدينامية والاستدامة، بحيث لا تبتلع الهوية الطائفية الخاصة لدى المتعلم، بل يجد في ذاته وشخصيته مساحة حاضنة للخصوصية الثقافية التي يمثل، ولخصوصيات الآخرين، بحيث يكتسب القدرة على اكتشافها واحترامها وتقديرها كجزء من ثقافته الوطنية”.
د.عتريسي
ثم تحدث الدكتور طلال عتريسي فأشار إلى “ضرورة ترجمة مفهوم المواطنة إلى واقع عملي فعّال”، قائلاً: “الإشكال الكبير أن الطالب حين يخرج إلى المجتمع يجد أن كل ما يحيط به يخالف الكتاب الذي علّمه المواطنة في المدرسة. فهو يجد أنّ القانون لا يطبّق على الجميع، وأن الفساد لا يطاله القانون في بعض الحالات، وسيجد أن الأقليات تمنع من الوصول إلى مواقع في السلطة، كما في بعض الدول العربية”.
وأضاف: “المشكلة ليست على المستوى النظري، وإنما في المجال العملي، في التعرّف على الآخر خارج النطاق المدرسي، فالنموذج الذي تحققه المؤسسة التربوية في الشق النظري تضربه السياسة في الجانب العملي، وليست المشكلة في الخلاف حول معتقد الآخر، حيث يوجد حركة معتدلة في قبول الآخر”.
واعتبرعتريسي أن “إنشاء نظام تعليمي رديف يعمل على ترسيخ مفهوم المواطنة لدى الجيل الشاب هو شيء إيجابي، ولكن لا يكفي إذا لم يتمكن الطالب من أن يتعرف على الآخر فعلياً، ويتأكد أن ما درسه موجود فعلاً في المجتمع “.
د.صايغ
بعد ذلك تحدث الدكتور سليم الصايغ، فشدّد على “محورية دور الجامعة في حماية التنوع الثقافي وتعزيز حس المواطنة لدى الجيل الشاب، لأنها المختبر الحقيقي للتنوع الثقافي والتنوع السياسي، والمسؤولة عن بناء جيل يتقبل الآخر”.
وأضاف: “الجامعة تتحمل مسؤولية اجتماعية كبرى، ودورها هو خارج الجدران، والطلاب في الجامعات في لبنان ينتمون لكل الأطراف السياسية ولكافة المذاهب، وفي لعبة الأدوار على كل طرف أن يدافع عن وجهة النظر المقابلة في السياسة، ليتمكن الشاب من فتح أفقه، واذا لم تلعب الجامعة هذا الدور فإننا نكون حينها ملقّنين لا معلّمين”.
ورأى الصايغ أن “من واجب المؤسسات الأكاديمية، اعتماد مقاربة تربوية حديثة تسعى إلى تنمية الكفايات حول التنوع الثقافي كشرط لمواجهة تحديات العصر”، لافتاً إلى أن “أبرز هذه الكفايات هي، كفاية التربية على مبادئ وطرائق المواطنة العالمية، بحيث يتم الربط بين الهوية الخاصة التي تميز المجتمعات بالهوية الحضارية العامة التي تشير إلى وحدة الإنسانية جمعاء”.
وأشار إلى أن “التربية على المواطنة تحتاج إلى كفاية الترابط بحيث يدرك المتعلم أن الذكاء والقدرات العاطفية لا تقل أهمية عن القدرات الفكرية، وكذلك تحتاج إلى كفاية العدالة الاجتماعية لتمكين الفرد من الحصول على الحقوق وتحفيزه على التطوع في المساهمة الاجتماعية”. وفي ختام اللقاء كانت مداخلات متعددة للحضور ونقاش مع المحاضرين
Next post
اتفاقية تعاون وتنسيق بين جامعة العلوم والآداب اللبنانية USAL وجمعية التعليم الديني الإسلامي
You may also like

التربية البدنية المعدلة في لبنان: آفاق وتوصيات
