التعلم عن بُعد في USAL… تجربة يُبنى عليها
- Posted by USAL
- Date يونيو 4, 2021
ظهرت جائحة كورونا في لبنان، لتفرض على الجامعات تجربة “التعلم عن بُعد” كأمر واقع، ولتحول التعليم من ساحات وقاعات ومدرجات الجامعات إلى غرف البيوت.
تفاوتت فاعلية نظام “التعلم عن بعد” بين جامعة وأخرى، ولكن جامعة العلوم والآداب اللبنانية –USAL- على الرغم من حداثة عمرها، إلا أنها كانت رائدة في هذا المجال.
البنية التحتية مجهزة
لم يكن قرار التعليم الإلكتروني مقلقاً بالنسبة لـ “USAL”، فهي تعتمد منذ تأسيسها على تكنولوجيا التعليم في نظامها التعليمي، وتعمل على توفير بيئة تعليم افتراضية (virtual learning environment)، من خلال اعتمادها نظام التعلم الالكتروني Moodle وبنائها المسبق لرؤية ولاستراتيجيات التعلم عن بُعد .
الأمر الذي أكده الدكتور أحمد فضل الله، عميد كلية الآداب والعلوم ونائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، خلال حديثه عن مدى جهوزية الجامعة وكيف أنها “لم تبدأ من الصفر في عملية التعليم عن بعد خلال جائحة كورونا وفترة الإقفال”.
يوضح الدكتور فضل الله: “الخطوات التي قمنا بها منذ تأسيس الجامعة، على صعيد البنية التحتية وعلى صعيد تدريب الأساتذة والطلاب، كانت عاملا مساعدا لنا، أي كنا جاهزين بنسبة كبيرة، والمتبقي كان تطوير البنية التحتية لتتجاوب مع المستجدات والاحتياجات التي زادت بنسبة معينة، بالإضافة إلى التركيز أكثر والتفعيل أكثر لهذا الإستخدام”.
إدارة الأزمة
خلال الفصل الثاني من العام الماضي، تم تشكيل خلية أزمة مؤلفة من عمداء الكليات ورؤساء الأقسام، لتكون عملية الإنتقال إلى التعلم عن بعد سريعة وسلسة. ولضمان نجاح العملية جرى العمل على أربعة أبعاد: المناهج، والاستاذ، والطالب، والبنية التحتية.
فيما يتعلق بالمناهج، شرح د. فضل الله آلية العمل: “قمنا أولاً بتصنيف المقررات وفقاً للتالي: قابلة للتدريس عن بعد، وغير قابلة للتدريب عن بعد. بعدها تم البحث عن طرق بديلة لتكييف بعض المقررات غير القابلة للتدريس عن بعد كي لا تساهم في تأخر تخرج الطلاب، وذلك عبر تشكيل لجنة لكل مقرر، مهمتها تكييف محتوى المقرر مع المتغيرات التي فرضت نفسها بما يضمن المحافظة على المستوى المطلوب”.
في البعد الثاني، يشير نائب رئيس الجامعة إلى أنه “إضافة إلى تدريب الأساتذة في الجامعة على كيفية استخدام المنصات ، تم اعداد ورش تدريبية حول كيفية بناء علاقات إيجابية وداعمة مع الطلاب عن بعد، وذلك بسبب افتقاد التعليم “أون لاين” للتفاعلية المباشرة مع الطالب. يضاف إلى ذلك احتياج الطلاب إلى الدعم، نظرا لتزامن الأزمة الصحية مع وضع إقتصادي صعب وبنية تحتية غير جاهزة لهذا الانتقال في التعليم”.
أما في البعد الثالث، فقد تم تدريب الطلاب على كيفية استخدام المنصات المعتمدة من قبل الجامعة، وإرسال الفيديوهات التوضيحية لتطوير مهاراتهم في التعلم عن بُعد. وجرى أيضا، إطلاق خط ساخن من قبل قسم تكنولوجيا المعلومات، لمواكبة أي مشكلة تقنية قد تواجه الطالب في عملية التعلم.
حول البعد الرابع، وهو البنية التحتية، يجيب د. فضل الله على سؤال عما إذا كانت الجامعة تمتلك بنية تحتية مجهزة، فيقول: “الأرضية خصبة، وكنا نقوم بتجربة على العديد من المنصات التعليمية، لنرى ما يناسبنا أكثر، ليتم الاعتماد أخيرا على Google meet لأسباب متعددة”.
تقييم ومواكبة
وعن تقييم الجامعة لتجربة التعليم عن بعد، فان الجامعة “واكبت التجربة في كل مراحلها، المرحلة الأولى تمت بشكل مصغر من خلال رصد المشاكل الصغيرة التي يمكن ان تحل في اجتماعات رؤساء الأقسام، المواكبة الثانية تمت عبر إجراء دراسة بعد انتهاء الفصل للوقوف على آراء الطلاب، وقد تمحورت الدراسة حول تقويم الإمتحانات عن بعد ونتائجها ودراستها، ولم نقف عند ذلك بل هيأت لمجموعة دراسات يتم العمل عليها حالياً لتقييم التجربة”.
لذلك كله يعرب د. فضل الله “عن رضا الجامعة عما أنجزت”، مؤكداً “البقاء في حالة استنفار دائم لكي نبقى في حالة سعي وتطور مستمر”. ويضيف:” مقارنة بعدد من الجامعات التي اطلعنا على تجربتها وعايشناها، يمكن القول الحمدلله كانت التجربة متميزة وبنينا عليها لتطويرها والاستفادة منها في المستقبل”.
خيار التميز
وضعت الجامعة منذ البداية شعار “تحويل التهديد إلى فرصة”، فالانتقال إلى مسار التعلم عن بعد كان قد فرض نفسه على الساحة، فما كان عليها إلا العمل على تحويل هذا التهديد إلى فرصة لتثبت جديتها وجدارتها ومستواها الأكاديمي المميز.
لذا “رفعنا شعار خيار التميز منذ تأسيس الجامعة، فمثلما تميزنا في التعلم سابقاً علينا أن نكمل بذلك وان نبني على التجربة في المستقبل سواء في الإدماج بين الحضوري وعن بعد أو في التعلم الموازي في حال شرعنة التعلم عن بعد، عندها لن تنطلق الجامعة من الصفر بل ستكون في مرحلة متقدمة”.
لم تنسَ الجامعة ذكر من هم خلف هذا النجاح فيقول نائب الرئيس: “كل ما حدث ما كان ليحدث لولا التناغم والتكامل بين عائلة الجامعة، بدءا بالجسم الأكاديمي مروراً بالاداري وصولاً إلى الطلاب الذين ساهموا بفاعلية في قصة النجاح تلك”.