استضافت جامعة العلوم والآداب اللبنانية ضمن مقرر “الصحافة المتخصصة” بإشراف الدكتورة حوراء حوماني الإعلامي في قناة الميادين محمد جرادي للحديث عن تجربته الشابة بين الصحافة السياسية والرياضية والاقتصادية مجيباً عن تساؤلات الطلاب ومشاركاً إياهم في تفاصيل العمل بين الإذاعة والتلفزيون.

جرادي الذي يعتبر نفسه ابن الإذاعة خاصة مع انطلاقته من إذاعة صوت الشعب، انتقل بعدها إلى الشاشة الصغيرة: من قناة الجديد للعمل في الصحافة الرياضية، وبعدها في قناة الجزيرة، فقناة العالم مع الصحا فة الاقتصادية وانتهاء بالعمل في قناة الميادين، شجع الطلاب على اغتنام الفرص وعدم الخوف من تعدد التجارب. فباعتقاده أن الصحافي في بداية مشواره يحتاج إلى الوقت ليستكشف ذاته الصحافية، وهذا ليس عيباً بل يراكم الخبرة ويحقق تعدد الخلفيات الثقافية في مجالات الصحافة المتخصصة المتنوعة.

ولدى سؤاله عن الصعوبات التي واجهها في ظل هذه التنقلات، أوضح جرادي للطلاب أن “الصحافة مهنة وليست وظيفة”، لذا فلا يمكن للصحافي عزل نفسه عما يدور في مطابخ الأخبار ضمن أي نوع من الصحافة المتخصصة، بل عليه أن يتابع ما يحدث على مدار الساعة. وحدد جرادي أن العمل في الصحافة السياسية يتطلب متابعة حثيثة وعملية بحث أكثر من يومية، ليبقى الصحافي على اطلاع فلا يسبقه الخبر ويكو ن خارج المواكبة الحدثية. وأكد أن هذا الاطلاع اليومي على مجريات الأحداث من مصادر متعددة والمطالعة المستمرة في خلفيات الأخبار والتغطيات يعطي عمقاً وبعداً للحوارات السياسية.

وقدم جرادي نصيحة للطلاب بضرورة تطوير الذات بشكل دؤوب والعمل على تكوين ثقافة تنعكس على ثقل المحتوى المقدم من دون الانخداع بالمظاهر التي سرعان ما تفقد قيمتها مع الزمن أولا يكونوا أسرى الهوس بالشهرة وتحقيق المكاسب السريعة. ويعزو جرادي أهمية بناء هذه الخلفية الثقافية الواسعة إلى محورية دورها في اكتساب ملكة الإعداد ومنه الولوج إلى عالم الحوارات السياسية وإدارتها بإتقان.

وعن كيفية تكوين شبكة علاقات في الصحافة السياسية أو الرياضية أو غيرها، أشار جرادي إلى أن الدقة في نقل المعلومات هو مفتاح بناء الثقة التي على أساسها يصبح الصحافي معروفاً بمصداقيته، معتبراً أن تنوع الم صادر أساسي كي لا يصبح الانتماء السياسي أو الرياضي مقوضا لمبادئ مهنة الصحافة.